نظرًا للفقر الشديد الذى تعانيه المكتبة العربية
فى المراجع الهندسية المعمارية ؛ ولما استتبع ذلك من العهد الذى قطعته على نفسى بأن أوقف مالى ، وعلمى ، ووقتى ، فى محاولة متواضعة لسد العجز ؛ ثم لما لإقته مؤلفاتى السابقة من قبول طيب لدى القراء= لهذا كله يأتى هذا الكتاب " الحدائق العامة .. " خطوةً على الدرب ، فى إطار الموسوعة المعمارية التى عزمت - قبل ذلك - على نشرها تباعًا ، وصدر منها - بحمد الله سته أجزاء ، وسابعهم هذا الكتاب الذى بين راحتيك
ولقد كان اختيار " الحدائق " مادةً وموضوعًا لهذا الكتاب ؛ لما يلى :
ماتقوم به الحدائق اليوم من دور عظيم فى الترفيه ، لاسيما فى المدن والأماكن الأخرى التى تندر بها الشواطئ والمصايف.
التنوع الكثير الذى ظهرت عليه الحدائق الآن ، فلم يعد الأمر يقتصر على نوع واحد من الحدائق العامة (وهى حدائق الحيوان )، بل تعددت إلى أكثر من ذلك - كما سيتضح فيما بعد - ، كذلك تعددت الحدائق الخاصة . ولاشك أن هذا التنوع الشديد يفرض على المعمارى (الذى يضطلع بمهمة تصميم الحديقة) الإلمام التام بأهداف ومتطلبات كل نوع ؛ حتى يأتى تصميمه- فى النهاية - ملبيًا لهذه الأهداف وتلك المتطلبات .
تعد الحدائق - بدقة تصميمها ، وجمال مظهرها ، وتنسيق عناصرها - واجهةً حضارية لأى دولة .
